على امتداد 1448 كلم من الساحل الغربي للخليج العربي وخليج عمان، تتداخل الأرض اليابسة مع المياه، لتشكل وعمقها البري باتجاه شبه الجزيرة العربية، دولة الإمارات العربية، بإماراتها السبع: أبو ظبي، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة، الفجيرة.
بلاد الخير
الامتداد هذا، تميز بساحل مرصع بالجزر والشعب المرجانية والنتوءات الصخرية، وكان مصدر خير لأبناء الإمارات، كونه غني باللؤلؤ الذي اشتهرت به منطقة الخليج العربي منذ قرون عديدة، حيث تتناثر فيه أكثر من 200 جزيرة غنية بمواردها أو بموقعها الاستراتيجي لتطرز مياه الخليج العربي بحياة ناشطة فوق السطح كما في الأعماق.
أهم الجزر هي جزيرة أبو ظبي التي تقع عليها العاصمة، وجزيرة داس التي اشتهرت بثروتها النفطية وجزيرة دلما الشهيرة بماضيها العريق، حيث كانت مقرا للغوص أيام صيد اللؤلؤ، وجزيرة أم النار والسعديات والجزيرة الحمراء بالقرب من رأس الخيمة وجزيرة أبو موسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى، وعشرات أخرى من الجزر التي لونت البحر بألوان مضيئة في ذاكرة أهل الإمارات البحرية ماضيا وحاضرا.
أما في البر، فإن أرض الإمارات العربية المتحدة، توزعت بين سهول ساحلية ضيقة تحصرها مناطق صحراوية رملية من الجنوب والغرب، هي امتداد لصحراء شبه الجزيرة العربية، وبين مرتفعات في أقصى الشرق والشرق الجنوبي، حيث حدود سلطنة عمان.
تشير الاكتشافات الأثرية التي شهدتها أبو ظبي والشارقة في العام 2006 إلى أن الإنسان قد ارتبط بهذه الأرض منذ عشرات الآلاف من السنين، وقبل هذه الاكتشافات كانت المستوطنات البشرية المعروفة التي تم العثور على دليل هام عليها تعود إلى فترة العصر الحجري الحديث في العام 5500 قبل الميلاد أي قبل 7500 عام، حيث كان المناخ رطباً ومُمطراً مع وفرة في الموارد الغذائية.