مرض الزهايمر -
الخرف المبكر
سمي لمرض مرض الزهايمر - الخرف المبكر باسم العالم الألماني ألويس الزهايمرAlois Alzheimer الذي اكتشفه عام 1906 , وأشهر من أصيب به هو الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجين . وهناك 4.5 مليون مصاب بهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية , وعادة ما يتوفي المريض في فترة 8 سنوات من تشخيص المرض و في بعض الحالات عاش المرضي حتى 20 عاما من بعد التشخيص .
تولد مرض الزهايمر - الخرف المبكر
وقد وصف مكتشف المرض وجود رقع أو لويحات plaques حول خلايا المخ ، وتشابكات أو كتل tangles داخل خلايا المخ وذلك عند الفحص المجهري لأنسجة المخ , ومازال هذا الوصف حتى الآن كأنه هو السمة المميزة لهذا المرض.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وتتكون اللويحات من نوع من البروتين الموجود بالمخ يسمى بيتا أميلويد beta-amyloid، بينما تتكون الكتل داخل الخلايا العصبية كخيوط ملتوية بفعل تشوه يصيب بروتينا آخر يسمى تو tau, وقد لاحظ العلماء أن هذه البروتينات تزيد ضمن نظام معين - حيث تبدأ بالتواجد بمناطق المخ المسئولة عن الذاكرة والتعلم ثم بقية المناطق - كلما تقدمنا في العمر ولكنها تكون أكثر بكثير عند مرضى الزهايمر, والعلماء لم يتوصلوا تحديدا لدور هذه البروتينات ولكن الخبراء يعتقدون أنها تمنع توصيل الإشارات بين الخلايا العصبية وتعرقل الأنشطة اللازمة لاستمرار حياة الخلية . وما هو مؤكد لدي العلماء هو أنه بمجرد ظهور المرض يكون قد سبقته عملية موت وتحلل طويلة - تمد لسنوات - لخلايا المخ التي تقوم بحفظ المعلومات واسترجاعها. وبموت الخلايا العصبية ، يتقلص المخ ويحدث به ضمور ، ويفقد شكله المتجعد.
وتبين الصور أسفل قطاع لمخ طبيعي لليمين ثم قطاع لحالة الزهيمر بسيطة ثم قطاع لحالة شديدة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سبب مرض الزهايمر - الخرف المبكر
لم يتمكن العلماء من التعرف حتى الآن علي السبب الواضح والمباشر لهذا المرض، و لكن نتيجة للأبحاث المستمرة لما يقرب من 15 عاما تمكنوا من التعرف علي مجموعة من العوامل التي من الممكن أن تتضافر لتؤدي في النهاية إلى مرض الزهايمر.
وأهم هذه العوامل:
التقدم بالعمر: وهو أكثر العوامل المشجعة لظهور المرض، حيث أن غالبية المرضي يصابون به بعد سن الخامسة و الستين , و تزداد فرصة المرض بنسبة الضعف كل خمسة أعوام تالية لهذا السن حتى تصل إلى نسبة 50% عند سن 85.
العوامل الوراثية: حيث أن فرصة حدوث المرض تزيد عند الذين أصيب أحد والديهم أو أجدادهم بهذا المرض مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.
الأمراض التي تؤثر علي الأوعية الدموية الموجودة في المخ .
إصابات الرأس الخطيرة تزيد من فرص الإصابة بالمرض .
أعراض و علامات مرض الزهايمر - الخرف المبكر
في الشخص السليم تنتقل الإشارة العصبية خلال الخلايا العصبية السليمة ومن خلية إلى أخرى من خلال الموصلات العصبية الكيمائية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بينما في مرض الزهايمر فإن مناطق من نسيج المخ يحدث بها تلف وبالتالي فإن بعض الإشارات لا تصل مما يسبب ظهور أعراض المرض.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وتبدأ الأعراض بتناقص في الذاكرة مع عدم القدرة على القيام بالوظائف اليومية ثم اضطراب في الحكم على الأشياء و أحيانا التوهان وأيضا بعض التغيرات في الكلام (مثل صعوبة استدعاء الكلمة مع القدرة على ترديدها وإدراك معناها و الفقدان المتزايد للقدرة على الكلام progressive aphasia. و الصورة لأسفل على اليمين تبين مواقع مراكز الذاكرة واللغة بقطاع في المخ والتي تتأثر بالمرض بالمقارنة إلى قطاع في الشخص السليم إلى اليسار.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كما يوضح الشكل التالي التشابك العصبي synapse في الشخص السليم والموصل العصبي الكيمائي الأستيل كولين Acetylcholine والتي تتأثر في مرض الزهايمر في هذه المراكز العصبية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كما تحدث بعض التغيرات في الشخصية وهذه التغيرات تختلف في سرعة ظهورها وتقدمها من شخص لآخر، ويفقد المصابون بالزهايمر القدرة على التعرف على الأماكن ، أو من يحبونهم ، ولا يستطيعون الاهتمام بأنفسهم كما أن المرض يستمر بين ثمانية إلى عشر سنوات، بالرغم من أن بعض المصابين به قد يموتون في مرحلة مبكرة ، أو قد يعيشون لفترة 20 عاما.
وفى العادة فإن الأطباء يتحدثون مع المريض للتعرف والتأكد من وجود خلل في الإدراك cognitive impairment أو تغيرات في الكلام ******** dysfunction , كذلك فإنهم يتحدثون مع الملاصقين للمريض كما يهتمون بالتعرف على أي خلل بالذاكرة و المشاكل المتعلقة بالنشاط اليومي مثل الطبخ و التنظيف و التصرف في النقود و الضياع و الحيرة أو تشوش الذهن و العناية بالأمور الشخصية.
ويعتبر هذا المرض أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بخلل عقلي شديد dementia ويسبب خللا شديدا بالإدراك والتصرفات مما يؤثر على التواصل الاجتماعي وقدرات العمل .
تشخيص مرض الزهايمر - الخرف المبكر
يعتمد التشخيص على الأعراض والعلامات . وقد يحتاج الأطباء لبعض التحليل المعملية . كما يطلب الأطباء صور الأشعة المقطعية وصور الرنين المغناطيسي للمخ brain MRIs or CT scans والتي تظهر ضمور المخ في هذه الحالات ( والصور من أعلى إلى أسفا تبين صور الأشعة للمخ الطبيعي ثم إصابة خفيفة بالالزهايمر ثم إصابة متوسطة إلى إصابة شديدة)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]علاج مرض الزهايمر - الخرف المبكر
للآن لا يمكن للعلاج أن يساعد على إبطاء تطور مرض الزهايمر - الخرف المبكر، أو الشفاء من المرض بصورة قطعية ولكن العلاج يلطف من الأعراض علاوة على أن توفير الخدمة الجيدة للمريض و دعمه يجعل الحياة أحسن . ومع أن أغلب ما عرف عن هذا المرض كان خلال الخمسة عشر عاما الأخيرة إلا أنه هناك جهود متسارعة و موسعة لمعرفة المزيد عن المرض ومتابعة الأبحاث لإيجاد طرق أحسن لعلاجه وتأخير ظهوره ومنع تطوره .
ممارسة الرياضة تقي من مرض الزهايمر أو الخرف المبكر
نشرت مجلة لانسيت لأبحاث الأعصاب بحثا يحث الناس في أواسط العمر على ممارسة الرياضة للوقاية من الإصابة بالخرف عند تقدم العمر بهم. وقال البحث إن ممارسة الرياضة لنصف ساعة مرتين أسبوعيا يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير. وقالت المجلة إن الأشخاص في الأربعينات من العمر يمكن أن يقللوا احتمالات الإصابة بالخرف إلى النصف بهذه الطريقة. أما الأشخاص المعرضون للإصابة بالمرض فيمكن أن تؤدي الرياضة إلى تحسن احتمالات عدم الإصابة لديهم بنسبة 60 %.
وقال العلماء إن الأشخاص الذين ينشطون في مقتبل ومنتصف العمر، يمكن أن يتمتعوا بصحة ولياقة ومرونة أكثر في خريف أعمارهم. وكانت الدراسات السابقة قد أشارت إلى فضل الرياضة بالنسبة لوقاية الإنسان من مرض الخرف، ولكن هذه الدراسة هي الأولى التي تفحص نماذج على فترة زمنية طويلة بلغت عقدين من الزمان. وقال الباحثون إن لهذا الأمر أهميته نظرا لأن مرض الخرف يستغرق وقتا طويلا للظهور على الإنسان.
وقد أجريت الدراسة على 1500 رجل وامرأة، أصيب 200 منهم بالخرف في سن يتراوح بين 65 و79. ودرس العلماء أسلوب حياة المصابين بالمرض قبل أكثر من 20 عاما في حياتهم عندما كانوا في أواسط العمر. واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض كانوا أقل نشاطا وممارسة للرياضة عن نظرائهم.
نوبة الصرعEpilepsy
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مرض الصرع من الأمراض التي حيرت الباحثين ، لكن معرفتهم به تتطور باستمرار ، حيث ظهرت أدوية أكثر نجاعة وتحسنت تقنيات الكشف عنه بكثير ، كما توصل الأطباء إلى طرق جديدة في الجراحة ، وفتح باب الأمل في الأبحاث الخاصة بعلاقة هذا المرض بالوراثة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومضات على مرض الصرع
الصرع مشكل صحي عصبي يتجلى بواسطة النوبات والأزمات الصرعية الناتجة عن تفريغ تلقائي للخلايا العصبية التي تكون في حالة تهيج مفرطة يمكن تشبيهها بعاصفة كهربائية ، وينتج عن هذه النوبة حركات وحالة خارجة عن إرادة المصاب.
و يمكن أن يستمر هذا المرض لشهور أو يبقى مدى الحياة مع انقطاع لمدة عشرة سنين في المعدل ، و يشفى 50% من الأطفال المصابين بهذا المرض عند بلوغهم مرحلة المراهقة ، بينما يضطر الباقون لملازمة الأدوية التي غالبا ما تكون ناجعة وتمكنهم من حياة عادية.
فهذا المرض لا ينقص من العمر ولا من الذكاء ولا يخرب الدماغ ، خلافا لما يمكن أن يتبادر إلى أذهاننا خصوصا عندما نلاحظ حالة المريض أثناء النوبة ، مثلا عندما يسقط لا إراديا على رأسه أو عندما يهتز اهتزازا . و ينتج مرض الصرع في 5 إلى 10 بالمائة من الحالات نتيجة عوامل وراثية و في 40 بالمائة من الحالات نتيجة خلل في الدماغ (تشوه أو رضح في الجمجمة أو ورم...) ، و تنشط الأزمات الصرعية بمساعدة عوامل كالتعب وتناول الكحول ، ويبقى مصدر هذا المرض غير معروف عند نصف الحالات المصابة. إن الحالة التي يكون عليها مريض الصرع توجب عليه عدم القيام ببعض المهام أو اتخاذ مهن معينة كسياقة الشاحنات أو سيارات النقل العمومي أو العمل في مكان مرتفع عن سطح الأرض أو التكلف بآلات خطيرة ، و تبقى الصلاحية للطبيب المختص و طبيب العمل لتحديد إمكانية قيام المريض بعمل ما.
أنواع الصرع وأعراضه:
هناك نوعان من هذا المرض: الصرع العام (30% من الحالات ) والصرع الجزئي ( 70% من الحالات ).
فالصرع الجزئي يتجلى في منطقة معينة من الدماغ ومن تم فإن الأعراض تتغير حسب المنطقة المصابة وأحيانا يصعب معرفة أنها نوبة صرعية ، وتكون نوبات الصرع الجزئي بسيطة أو معقدة حسب المصاب إذا ما حافظ على اتصاله بمحيطه أو لا . ويمكن أحيانا أن تتحول إلى نوبة الصرع العامة حيث تبدأ العاصفة الكهربائية في منطقة معينة من الدماغ لتنتشر بعد ذلك في باقي الدماغ ، وفيما يلي جرد لبعض الأعراض حسب نوع الصرع :
أعراض النوبة الجزئية البسيطة:
يحافظ المصاب على اتصاله بالواقع
يعاني من مشاكل متفرقة ( صعوبة في الكلام بطريقة سليمة ، تقلصات و ارتعاشات الأعضاء ، تحرف صوتي وبصري...)
مشاكل في الحواس ( شم وذوق مختلف...)
مشاكل في المعدة
إحساس بالغم والخوف
مدة النوبة من ثواني إلى ثلاث دقائق
أعراض النوبة الجزئية المعقدة:
فقدان ظرفي للاتصال مع الواقع
آلية وتلقائية المصاب حيث يقوم مثلا بحركات بغير هدف و يتمتم و يظهر حركات المضغ
لا يحتفظ المصاب بأي ذكرى من النوبة
مدة النوبة من ثواني إلى ثلاث دقائق
أعراض النوبة العامة:
فقدان الوعي والسقوط
تصلب عضلي عام
تشنج واختلاج إيقاعي
كثرة الإفرازات اللعابية
غيبوبة واسترخاء عضلي وقد يحدث معه تبول أو خروج براز
غالبا ما يكون هناك تقيئ
ارتباك عند اليقظة
لا يحتفظ المصاب بأي ذكرى من النوبة
مدة النوبة 3 أو 4 دقائق لكن أحيانا يمكن انتظار 20 دقيقة قبل الرجوع إلى الحالة الأصلية
تطور الأبحاث العلمية في الكشف عن المرض وتتبعه:
يركز تشخيص الطبيب على وصف حالة المريض أثناء أزمة الصرع ، أو على نتائج النشاط الكهربائي للدماغ. ويقول البروفيسور ميشيل بولاك أخصائي الدماغ والأعصاب ورئيس قسم بمستشفى باريس: ً يمكن التصوير بالرنين المغناطيسي من فهم سبب المرض لأنه يكشف عن أجزاء الدماغ المصابة . وإن أدوية الصرع لا تؤثر بنفس الطريقة ، فقد يجب تجريب عدة أدوية قبل التوصل إلى الدواء المناسب ، وأحيانا يجب على المريض تناول نوعين أو ثلاثة من الأدوية ، في نفس الوقت ً.
وفي السنين الأخيرة ظهرت أدوية جديدة مكنت من تحسين حياة المرضى ويمكن التوقف عن تناولها بعد بضع سنين ، لكن 30 في المائة من أمراض الصرع لا زالت تقاوم هذه الأدوية ، و إذا كانت المنطقة المصابة في الدماغ سهلة المنال فإنه يمكن إجراء تدخل جراحي ، خصوصا و أن التقدم في التصوير الطبي مكن من تحديد البؤر المسؤولة عن هذا الداء. ففي السابق كانوا يصورون الدماغ في لحظة معينة أما اليوم فإنه بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تمكن الخبراء من تصوير نشاط الدماغ أثناء حصول أزمات الصرع أو قبلها. و إذا لم تنفع هذه الطريقة فإنه يمكن إدخال أقطاب كهربائية صغيرة جدا في المناطق العميقة من الدماغ ، يوجهها الخبراء بواسطة آلة خاصة في اتجاه أماكن محددة مسبقا حيث تبقى هناك بضعة أيام لتسجيل النوبات. فبفضل هذه التقنيات أصبحت العمليات الجراحية أكثر دقة لأنها تمكن من تفادي المس بالمناطق الدماغية السليمة الخاصة بالكلام والبصر و التذكر...
و يقوم الباحثون حاليا بدراسة جزيئات يمكنها أن تؤثر على الدماغ لمنع حصول مرض الصرع عند الأشخاص المؤهلين بالإصابة بهذا المرض مثل أولئك الذين لهم استعداد وراثي أو أصيبوا بأورام أو برضح في الجمجمة ، بحيث تتدخل هذه الجزيئات لمقاومة توليد العمليات العصبية غير الطبيعية و الشحنات الكهربائية التي تؤدي إلى حصول النوبات.
باركنسون .. مرض المشاهير Parkinsonism
أصيب به: هاري ترومان - ماو تسي تونغ - هتلر - محمد علي كلاي - البابا يوحنا الثاني - والرئيس الأمريكي رونالد ريغان
من علاماته البطء في الحركة والكلام والكتابة والفهم
أكثر من مليون شخص مصاب بهذا المرض في أمريكا
مريض الباركنسون لا ترمش عيناه إلا نادرا
يعود الفضل للمعرفة العلمية لهذا المرض إلى الطبيب البريطاني (جيمس باركنسون) الذي وصف المرض للمرة الأولى عام 1817 م .. وهو مرض يتقدم مع مرور الزمن ويؤدي إلى ضمور وتلف في الخلايا والألياف العصبية.. وتقدر نسبة حدوثه العالية من 1: 500 من السكان في سن الخمسين ويزداد مع تقدم العمر. عن خلفيات هذا المرض التقت «كلينك» مع الدكتورة أسمهان فرحان الشبيلي استشارية ورئيسة قسم أمراض الجهاز العصبي في مستشفى ابن سينا.. وفيما يلي نص الحوار:
كيف يتطور مرض باركنسون؟
مادة الدوبامين هي مرسل كيماوي في الدماغ. والخلايا المنتجة للدوبامين موجودة في أماكن خاصة من الدماغ Substantia Nigra تتأثر وتقل وتتلف في الأشخاص المصابين بهذا المرض. وعند استهلاك مادة الدوبامين ، وهي المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية التي تسهم في تحقيق التوافق الحركي للإنسان يفقد الدماغ قدرته على السيطرة على الحركات وإدارتها كما يجب ، ولهذا يعتبر مرض باركنسون ناجما عن نقص في مادة الدوبامين.
متى تظهر أعراض هذا المرض؟
تظهر بعد أن يصبح النقص 75-80% ، أو عندما يحدث عدم توازن بين الدوبامين ومواد كيميائية أخرى موجودة في النوى القاعدية ، مثل: الأستيل كولين Acetylcholine ، والجلوتاميت Glutamate ، ومادة B ، ومادة GABA ومواد أخرى.
هل يوجد في الرجال أكثر من النساء؟
مرض باركنسون يوجد في الرجال أكثر من النساء بنسبة 2:3 ، ومعدل عمر المريض عند ظهور الإصابة هو 50 عاما ، ويمكن أن يحصل عند صغار السن أيضا.. أي قبل سن الأربعين بنسبة 5-10% . ويوجد في أمريكا أكثر من مليون شخص مصاب بهذا المرض ، ونسبة هذا المرض تزداد مع ازدياد متوسط العمر.
ما أعراضه؟
بطء في الحركة مع اختلال
تيبس في الأطراف
رجفان في الأطراف العليا والسفلى
وهذا يؤثر على توازن المريض وسيره ،
وهنالك صعوبة في البدء بالحركة والتوقف والدوران
كما أنه قد يؤثر على الكلام والبلع والذاكرة والتوازن.
ما أبرز ما يميزه؟
الرجفان المنتظم الذي يبدأ في اليدين والأصابع ، ثم يمتد ليشمل القدمين والرأس ، ويبدو المريض كأنه يدحرج حبات مسبحة بين أصبعي الإبهام والسبابة ، ويظهر الرجفان أثناء الراحة ، ويختفي أثناء النوم ، ومع الحركة الإرادية للطرف المصاب ، ويزداد الرجفان مع التوتر والقلق ، وهذا الرجفان يؤدي إلى صعوبة في الكتابة والإمضاء والرسم ، مع تغير في الكتابة بأن تصبح كتابته أصغر ومرتجفة ، مع صعوبة في الأكل ، ولا سيما احتساء السوائل مثل الماء والشوربة. كما يؤثر الرجفان على الحلاقة ، وربط الحذاء ، أو فتح أو ربط الأزرار ، أو لبس الجوارب ، أو عد الفلوس ، أو قرع الباب ، أو استعمال فرشاة الأسنان ، وغيرها.
وما آثاره؟
من آثار هذا المرض البطء في الحركة وسلاسة السير ، وهذا يؤثر في المريض أثناء النهوض من السرير أو الكرسي ، أو البدء في الحركة ، أما السير فبصعوبة وبخطوات صغيرة وعدم مرونة في السير ، وكأن الجسم متشنج وبتوازن مختل ، وكذلك يظهر تباطؤ في حركة الساعدين ، والتوقف وصعوبة الدوران ، ويظهر تغيير في استقامة الجسم والميل إلى الانحناء إلى الأمام ، ومن الغريب أن مريض باركنسون قد يستطيع الركض وصعود أو نزول الدرج بسهولة ، بينما يسير ببطء شديد.
بم يتميز مريض باركنسون؟
يتميز مريض باركنسون بوجه جامد الملامح ، قليل الحركة ، معدوم الانفعال ، لا ترمش عيناه إلا نادرا ، وكأنه يضع قناعا أصم على وجهه ، وقد يسيل اللعاب من فمه أثناء الليل ، أو ترتعش شفتاه ولسانه ، فإذا تكلم كان كلامه بطيئا هامسا مملا على وتيرة واحدة ، ويكتسب جسمه وضعا متصلبا يتميز بانحناء الظهر ، وانثناء المرفقين والركبتين جزئيا، وغالبا ما يمشي المريض بخطوات قصيرة زاحفة ، فهو بطيء الحركة ، بطيء الكلام ، بطيء الكتابة ، بطيء الاستجابة ، بطيء الفهم ، كأنه قد وضع في قميص من الجبس ، أو قناع من حديد.
وهنا لابد من التأكيد أنه ليس كل رجفان أو بطء في الحركة أو تيبس ، هو مرض باركنسون ، إذ إن هنالك كثيرا من الأمراض التي لها أعراض مشابهة. لذلك يجب توخي الدقة عند تشخيص هذا المرض ، أو عند تحويله إلى الجراحة.
هل هناك أدوية حديثة أثرت بالإيجاب على تحسن حالة المريض؟
هنالك أدوية كثيرة وحديثة أثرت إيجابيا في تحسن حالة المريض ، ولكن في بعض الحالات تنقص كفاءة الدواء ، وفي حالات أخرى لا يتحمل المريض العلاج أو تظهر آثار جانبية لهذه الأدوية لا يمكن علاجها.
وفي مثل هذه الحالات ونسبتها لا تزيد على 10-15% ، يحول المريض إلى لجنة متخصصة للتأكد من التشخيص وتقرير حاجة المريض إلى الجراحة ونوعية وموقع الجراحة . يوجد نوعان من الجراحة إما بالكي أو بالتنبيه الكهربائي بواسطة بطارية تزرع تحت الجلد ، وهذا يؤدي إلى نتائج جيدة.
وهناك دراسات كثيرة على علاجات متطورة ، وكذلك دراسة هندسة الجينات (المورثات) وزرع خلايا ، خاصة من الجنين.
هل هناك أسباب معروفة لمرض باركنسون؟
أسباب هذا المرض غير معروفة تحديدا ، وهنالك عدة احتمالات:
فيروس.
ضعف في المناعة.
ضمور وتلف في الخلايا المؤدية إلى المرض.
مواد سامة.
استعداد وراثي.
هل توجد الآن معالجة شافية لهذا المرض؟
رغم التقدم الكبير في المعالجة الدوائية والجراحية لمرض باركنسون إلا أنه لا توجد حتى الآن معالجة شافية له ، ولا تزال هنالك تحديات كثيرة تنتظر الحل. وما يشجع أن أبحاثا كثيرة ومتطورة تجرى الآن في العالم قد تساعد في المستقبل على ظهور فهم جديد يمكن أن يؤدي إلى شفاء المرض.
والمعالجة في الوقت الحاضر تستمر طوال الحياة مثلها مثل معالجة مرض السكري، فهي تساعد على تخفيف حدة الأعراض ، وعلى استعادة القدرات الوظيفية ، وتحسين نوعية الحياة فقط ، فيتمكن المريض من أن يعود إلى مزاولة حياته الطبيعية في العمل والمجتمع ، كما يشعر بنعمة الصحة والسعادة ، وعدم الاعتماد المستمر على الآخرين.
ما العوامل التي تؤثر في المريض؟
التوتر.
الطريقة التي يتم التعامل بها مع المريض.
وجود أمراض أخرى مثل السكري ، أمراض القلب ، الضغط.
تردد المريض على عدة أطباء.
المشعوذون.
الذين يرعون المريض وفي بعض الأحيان قد يكون هؤلاء سببا في تدهور حالة المريض الصحية.
الجراحة التي ليس لها داع.
عدم وجود جمعيات ومراكز ومؤسسات لرعاية المرضى وتثقيفهم مع عائلاتهم ومن المسؤلون عنهم.
قلة الأطباء المتخصصين في مرضى باركنسون والحركات اللاإرادية.
هل يشعر مريض باركنسون بالقلق؟
نعم يصاب مرضى باركنسون بالقلق عادة ، لأنه بالإضافة إلى المسببات الفسيولوجية فإن المريض لابد أن يتأثر بأعراض مرضه ، على كل حال يمكن أن يظهر القلق كأحد الأعراض الجانبية لبعض الأدوية ، لذلك يجب طلب مساعدة الطبيب النفسي من قبل عائلة المريض أو من يقوم على خدمته.
يلاحظ الكثيرون من مرضي باركنسون أن الضغط النفسي والقلق يزيدان أعراض تشويش الجهاز الحركي ومشاكل الجهاز الهضمي ومستويات أيون الهيدروجين، وكذلك مستويات السكر في الدم بالإضافة إلى وظائف فسيولوجية أخرى.
ما الذي يجب فعله في هذه الحالة؟
استشارة الطبيب النفسي.
التدريب الذاتي.
تقنية التغذية الاسترجاعية.
التأمل.
استشارة اختصاصي المعالجة بالعمل أو الانشغال ليقدم نصائحه حول مشاكل الحركة عند المريض.
استشارة مدرب النطق ليقدم إرشاداته حول تقنيات التكلم والتمارين الخاصة بعضلات الوجه وثيقة الصلة بعملية المضغ.
القيام بالتمارين الرياضية والمشي والغناء والتكلم على أنغام الموسيقى.