راجية رضى الله طير ممتاز
تاريخ التسجيل : 17/09/2010 الجنس : عدد المساهمات : 54 نقاط : 116 الموقع : http://toqaa.ahlamontada.net/forum.htm
| موضوع: التمثيل: لعبة خطيرة أضاعت الكثير.. الخميس سبتمبر 30, 2010 7:07 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم إخوتي في الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. فهذا موضوع أحببت أن أشارككم فيه الحديث، واسأل الله تعالى أن يلاقي قبولكم.. التمثيل: لعبة خطيرة أضاعت الكثير.. تذكُر بعضُ المصادر أنَّ التمثيل عُرِف قديمًا في بلاد الإغريق وعند القدماء المصريين، وأنَّه كان يُستَخدَم في أداء الطُّقوس الدينيَّة والعِبادات. أمَّا في الإسلام حيث الحق المطلق والبَيان الواضح، فلم يَكُنْ هناك حاجةٌ للتخيُّل أو لتقمُّص الأدوار، فضلاً عن أهميَّة الوقت الذي هو عُدَّة المسلم في تحصيل ما ينفَعُه في الدنيا والآخِرة. بل لقد روى الحاكم وغيره عن سعد بن أبي وقاص: "أُنزِل على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - القرآن فتَلاه عليهم زمانًا، فقالوا: يا رسول الله، لو حدثتنا، فنزل: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا ﴾ [الزمر: 23]. وأخرج ابن جريرٍ عن ابن عباسٍ قال: "قالوا: يا رسول الله، لو قصصتَ علينا، فنزلتْ: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ﴾ [يوسف: 3][1]. ومع ذلك وجَد التمثيل طريقَه إلى بلاد الإسلام في العصر الحديث، وكان يُعَدُّ في البداية لهوًا لا يفعَلُه أو يُشاهِده أهلُ المروءات، حتى لم يكن يُؤخَذ بشهادة الممثِّلين في المحاكم، ولا يستخرج لهم بطاقات إثبات هويَّة - فيما علمنا. وبانتِشار دُور السينما ودخول أَجهِزة التلفاز كلَّ بيت، أصبح جزءًا من حياة الناس، وبعد ما كانوا يحقرونه، أصبحوا لا يَستَنكِرونه، ثم باتوا يعشقونه، وجعَلُوا أهله رموزًا ونجومًا للمجتمعات. فكان حَرِيًّا بأمرٍ كهذا أنْ يُوضَع في الميزان، وكان لا بُدَّ لنا من وقفةٍ نتبيَّن فيها مواضع أقدامنا، ونُحَكِّم فيها عقولنا، ونُمسِك من خلالها بزِمام أمورنا، قبلَ أنْ تنفَلِت من أيدينا حَبَّات العمر الغالية؛ فلا نستطيع من بعدُ لها جمعًا ولا تعويضًا. مَن يُبرِّئ ساحتنا من ذنب الفنانين؟قالت: عندما أعودُ بذاكرتي إلى أيَّام قعودي الطويل أمام شاشات التليفزيون أُشاهِد الأعمال التمثيليَّة المختلفة، وذلك قبلَ أنْ يفكَّ الله أسري، وأقف على قدمي عازمةً على التحرُّك نحو تحقيق ذاتي، وتفعيل دوري الحقيقي في الحياة، والمساهمة في حلِّ مشكلات واقعي ومجتمعي، بدلاً من متابعة الأدوار والمشكلات الوهميَّة على الشاشات. أجد أنَّ أصعب ما يُواجِهه الغافل عندما يستَيقِظ أنَّ العمر الذي كان يسير معه منذ لحظة ميلاده لم يَنَمْ معه عندما نام، وإنما استمرَّ في انطِلاقِه، وأنَّ عليه أنْ يُضاعِف جُهدَه لإثمار الباقي من أيَّام عمره. واستطردَتْ: والعجيب أنَّني لم أكن راضيةً عن كلِّ ما أُشاهِده، بل أحيانًا غير مستمتعة، وإذا سألتُ نفسي عن الفائدة المرجوَّة؟ فلا شيء يُذكَر، اللهم إلاَّ إذا كنتُ أحتاج لفهْم كلمة طبيب أنْ يقوم أحدُهم بارتِداء المِعطَف الأبيض، ووضْع السماعة على أذنَيْه، أو كان أحدُهم يحتاج ليُدرِك شَناعَة قتل النفس وسرقة المال أنْ يشاهد قاتلاً يقتل، وسارقًا يسرق؟! ألاَ يَسعُنا ما وَسِعَ الممثِّل من فهْم ما نقرؤه أو يُروَى لنا، كلٌّ منَّا وفْق خلفيَّاته الثقافيَّة وقدراته العقليَّة، بدلاً من إنفاق الشهور الطويلة في تمثيله، ثم تضييع الساعات في مشاهدته؟ فأيُّ لعبةٍ تلك التي سرقَتْ منَّا الأعمار، البعض يلعب والآخَر يشاهد؟وهل من سبيلٍ لمعرفة خطورتها قبل أنْ ننتَهِي منها، أو تنتهي منَّا؟ قلت: وإنَّني مع تفهُّمي لمكانة هذه الأعمال التمثيليَّة في قلوب الكثيرين، وتَسَرِّيهم بها في مُواجَهة مرارة واقِعهم ومُشكِلات حياتهم، ومن ثَمَّ مُحاوَلتهم ملء الفراغ العاطفي والاجتماعي الذي يَعيشُونه من خلالها، إلا أنَّني لا أعطيهم العذرَ في تناوُل السمِّ بدلاً من الدواء للتخلُّص من الألم. يقول الله - عزَّ وجلَّ -:﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124]. فهل من مستكفٍ من مُداواة الضَّنك بالضَّنك، باحثًا عن الحياة الطيِّبة، مشمِّرًا للحصول عليها؟والله - تعالى - يقول: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. فنحن نُخطِئ إذًا في حقِّ أنفسنا حين نضيِّع هذه الأيام الغالية والتي لا عوض لنا عنها فيما لا يُسعِدنا في حياتنا الدنيا أو الآخرة. ثم إنَّنا من بعد ذلك لسنا في مَأمَنٍ من تحمُّل وزر ما تَحوِيه هذه الأعمال من مُخالَفات شرعيَّة، ووزر تَشجِيع القائمين بها على إنتاج المزيد منها، وما يَحمِله ذلك من مَزِيد إضلال للناس وتضييع للزمان عليهم، وإلا فمن أين يأتي الفنَّانون بهذه الأموال الطائلة التي "تزغلل" العيون الفارغة، وتزلزل القلوب الخاوية؟ أليس من جيوب المشاهِدين والمستمِعين أو مُتابَعتهم للأعمال الفنيَّة التي تَتنافس عليها شركات الإعلانات لتتخلَّلها بدعاياتها، حتى صار التمثيل الذي كان يلعَبه الأطفال، والغِناء الذي كان يَفعَله الناس بتلقائيَّة تجارةً، ولها منتجون ومُوزِّعون ومحتكِرون؟ ومَن الذي عظَّم عمل هؤلاء الفنَّانين، فعلَّق صورهم، وجرى خلفَ سيَّاراتهم، وألهَبَ يدَيْه تصفيقًا، وصَنَع منهم النجم المحبوب، والأوحد والمعبود؟ أعاذَنا الله وإيَّاكم. حتى كادَتْ عقول البعض أنْ تطير خلفَ أوهام الشهرة والنجوميَّة وأحلام الثراء والمجد، فسَمِعنا عمَّن يترُك التعليم أو دِراسة الطب، ومَن يُضيِّع أهله وولده، ومَن تهرب من عائلتها العريقة؛ جريًا خلف سماسرة الأعمال الفنيَّة وشركات الإنتاج؟ منقول... ولا زال للحديث بقية.. في الحلقة القادمة: *لعبة الصغار مضيعة الكبار.. | |
|
حاملة الدعوة طير ممتاز
تاريخ التسجيل : 27/09/2010 الجنس : عدد المساهمات : 87 نقاط : 159
| موضوع: رد: التمثيل: لعبة خطيرة أضاعت الكثير.. الخميس سبتمبر 30, 2010 9:38 pm | |
| جزاك الله خير الجزاء .. وبارك الله فيك
| |
|