شمعة الحياة
عندما
كنتُ أجوع، عندما كنتُ أتعب، عندما كنتُ أشعر بالهمِّ، عندما كنتُ أبكي،
عندما... وعندما... وعندما... لم يكن إلا هي، كلما احتجت إلى شيء لم يكن
إلا هي بعد الله.
أقول: كانتْ، و لكن في الحقيقة لم تزل كل هذا بالنسبة لي، حتى وبعد هذه السنوات العديدة ما زالت تعني لي كل شيء.
مع كل هذا إلا أنها كانت قاسية عليَّ بعض الشيء، هكذا هي، ولا يمكن أن تستقيم الأمور معها إلا إن كانت كذلك، كيف لا، وفي قسوتها قمة اللين والرِّفق؟! إن أحرقت، فلأنها قنديل، ولا غرو، فالقنديل نتحمل حرارته؛ لأننا لن نكمل رحلتنا في ليل الحياة إلا به، إذا...
"إنها الشَّمْعة"
التي تنير دروبنا، تفني نفسها حتى تنيرَ لنا، تأخذ مِن نفسها لتعطينا،
تدنو منَ الأرض مع الزمن لترفعنا في العزة والمجد مع الزمن، فنكون هامة
شامخات بين الأمم، يجب علينا دائمًا أن نحرصَ على أن تبقى مشتعلة، فلا نجعل
لرياح الحياة طريقًا إليها، فهي إما أن تطفئها، أو نسرع من احتراقها، وفي
كلتا الحالتين تقربها من نهايتها بسرعة فوق الحد.
أيعقل أن يخرج من كياني كل تلك المشاعر، ويجري بها لساني؛ ليعبِّر به المداد على الورق، من أجل شمعة؟!
نعم، يُعقل، ويعقل ما هو فوق المعقول أيضًا، خصوصًا إذا كانت" شمعتي" هي: ((من أحقُّ الناس بحسن صحابتي، قال:...))، نعم أمي، أمي هي "شمعتي"
التي لا يزال نورُها في كياني، وسيبقى مشعًّا في كلِّ ذرة من ذرات جسمي،
إلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها، اللهم باركْ لنا في وَالِدينا، واجعلنا
بارِّين بهم، وارزقنا صحبتهم تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.
دمتم برعاية الرحمن وحفظه
مما راق لي