[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ربما لا ، فقد اعتبر باحث فرنسى ان التثاؤب هو وظيفة طبيعية تشير فى الواقع الى زيادة فى النشاط ، او حتى الى رغبة دفينة فى تغيير الموضوع . لماذا نتثاءب سؤال طرحة ابقراط ابو الطب الذى عاش فى القرن الرابع قبل الميلاد ، على ذاتة وأجاب عنة أيضا مفسرا ان التثاؤب " يطرد الهواء الملوث من الرئتين " ويعيد تدفق الدم نحو الدماغ .
هذا التفسير معقول جدا ، فالتثاؤب يعنى نوبة قوية فى دورة التنفس . يكون فيها حجم فتحة البلعوم اكبر بأربع مرات من حجمها فى الاوقات العادية.
يرتبط التثاؤب عادة بالنعاس والاسترخاء ونشعر به أكثر ، لحظة اقتراب موعد النوم أو ساعة الاسيقاظ صباحا ، كما انة يحضر لحظة الشعور بالضجر . يفسر العلم عملية التثاؤب بأنها تعنى دخول كمية اضافية من الاوكسجين الى دماغنا لتؤدى دور المنبة القوى للدماغ ( بيد ان هذا الأمر لاينطبق على الأجنة . فقد كشف التصوير السمعى أن الأجنة . بدءا من الشهر الثلث تتثاءب لدرجة يخال فيها المرء ان فكها سينتزع من مكانه ! وعلى الرغم من ذلك فإن الجنين لا يسحب ادنى جزئية من الاوكسجين.
إذا ما التثاؤب ؟
اوليفية فالوسينسكي طبيب خبير فى موضوع التثاؤب. اعتبر ان التثاؤب الذى يوقظ الخلايا العصبية له علاقة أيضا بالتفاعل الكيميائى داخل الدماغ . فهو عبارة عن ردة فعل مثارة نتيجة حدوث انخفاض فى قوة العضلات لقد لاحظ اوليفية بعد عدة تجارب ، ان مرضى الباركنسون الذين يعانون من خلل فى مادة الدوبامين لا يتثاءبون . فى حين ان بعض المكتئبين الذين يعالجون بأدوية تضاعف افراز السيروتين . وهى ماده تولدها بعض خلايا الامعاء يصابون بنوبات قوية من التثاؤب لا يمكن وقفها.
كما لاحظ اوليفية ان ثمة نوعا من العدوى تصيب كل من شاهد احد المتثائبين. فما قصة هذه العدوى ؟!
يبدو ان العالمين بسلوك الحيوانات يعرفون الكثير عن عدوى التثاؤب . يقول برتران ديبورت ، أخصائى فى علم الرئيسات : ان عدوى التثاؤب عند قرود منجابن تؤدى دور عملية التخاطب والتواصل . وعند اجناس أخرى . فإنها تعبر عن الرغبة فى اللهو او التباهى بالقدرة الجنسية أو رسالة دعوى الى السلام. باختصار ، ان التثاؤب بالنسبة الى الطبيب اوليفيه وظيفة قديمة تخفى الكثير من الأسرار والغرائب
المعنى الخفى !
هناك قول ماثور يؤكد أن المتثائب الجيد يصيب 7 أخرون بعدواه . وقد تمكن الامريكى روبيرت بروفين ، استاذ علم النفس فى جامعة ماريلاند ، من تثبيت هذا القول عبر سلسة من التجارب أجراها على طلابة ، لقد أرغمهم على مشاهده شريط فيديو عن التثاؤب ودون ملاحظاتة . فتبين له ان الرؤية تؤدى دورا أساسيا فى نقل العدوى . بيدن ان مشاهده فم يتثاءب لا يثير اى رده فعل عند الآخر ، اذا كان باقى وجة المتثائب مغطى بقناع.
من المعروف أيضا أن الأطفال وقبل سن العامين . لا يتأثرون بتثاؤب الآخرين .
والسبب يعود الى ان العدوى تنتقل من خلال الفص الجبهى غير المتكون بعد عند الأطفال فى تلك السن.
وبعيدا عن الانسان ، نرى ان ظاهرة عدوى التثاؤب توجد فقط عند القردة . فهى تشكل نظاما من التواصل يخفف من حده التوترات عند المجموعة وينسق نشاطاتها. فالتثاؤب قد يعنى ضرورة الانتقال الى موضوع آخر.
نتثاءب فى الوقت المناسب : يقول الطبيب الباحث فالوسنسكى ان 90 فى المئة من البشر يؤكدون انهم يتثاءبون بين مرة الى 15 مرة يوميا، وعندما يتخطى العدد العشرين مرة ، فهذا يعنى ان المتثائب يعيش كمن اصيب باعاقة ، ليس على الصعيد الجسدى او الطبى انما على صعيد المجتمع .
فى بعض الحالات يتراوح عدد التثاؤبات بين 5 و 6 فى الدقيقة الواحدة . وفى حالة زاد العدد عن وتيرته المعتادة فإن هذه الحالة تشير الى وجود مشكلات فى الجهاز العصبى.
فى الحالات غير المرضية يبلغ التثاؤب ذروتة فى أوقات محددة . لقد اعترف 75 فى المئة ممن شملتهم الدراسة بأنهم يتثاءبون كثيرا فى الصباح فى اثناء تمددهم . وقال 50 فى المئة إنهم يتثاءبون فى نهاية النهار فى حين ان اكثر من 30 فى المئة يفلعون ذلك بعد الأكل . فى الواقع ، يبدو ان الجميع يتثاءب فى الصباح وعند الظهر وفى المساء.
ولكن السؤال ، هل هناك من يتثاءب أكثر من غيرة ؟
ليس بالتحديد ، فعند بعض أجناس القرود ، ينحصر التثاؤب بالذكر البالغ المسيطر على المجموعة . فى المقابل ، يتثاءب الانسان بشكل ديمقراطى. اذ لا تنحصر هذه العملية فى فئة معينة . عملية التثاؤب تبدأ فى رحم الأم ولا تتوقف إلا مع انتهاء العمر.
لا يوجد ما هو عالمى وموحد اكثر من عملية التثاؤب لكن ثمة حالات معينة تولد او تتسبب فى التثاؤب اكثر من غيرها . مثل الحمل عند النساء والشعور بالشبع او فى فترة الصيام . اضافة الى اختيار الوقت غير المناسب للتنقل والسفر والشعور بالغثيان.