منتديات الطـــير الحـــــــــــــــر الإمــاراتي
فـرصـة سـعيدة بالـعيـون الفـريـدة
أهلا هلا يا مرحـبـا يا أجـمل عيـون
منتديات الطـــير الحـــــــــــــــر الإمــاراتي
فـرصـة سـعيدة بالـعيـون الفـريـدة
أهلا هلا يا مرحـبـا يا أجـمل عيـون
منتديات الطـــير الحـــــــــــــــر الإمــاراتي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


:
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ممدوح السروى
مشرف
مشرف
avatar


تاريخ التسجيل : 30/08/2010
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 510
نقاط : 628

المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 26, 2010 2:19 am

" المعاناة الحقيقية "

سقطت قطرة ماءٍ باردة وسط تلك العتمة فأيقظت ذلك الوسيط بلمسها جبهته المتعرقة ففتح عينيه الزرقاوات بصعوبة وقال بقلق وفزع غير طبيعي " إليزابيث.... إليزابيث "
أمسك شخص ما بكفه وهو يقول بنبرة مهدئة " أهدأ دانيال "
التفت دانيال إلى ذلك الشخص وقال " توم.... أين هي؟؟.... أين هي إليزابيث؟؟.... وأين أنا؟؟ "
أجابه توم " أنت في المستشفى... وإليزابيث.. "
قال دانيال بقلق " ما بها؟؟ "
فتح توم فمه ليتكلم لكن الحروف أبت أن تخرج فانتظر قليلاً ليحاول إعادة صوته لكن صبر دانيال نفذ فأمسك بكتفي توم وهزهما وهو يقول بنبرة رجاء " إليزابيث.... أين هي إليزابيث... أخبرني... توم أنا أرجوك.. هل حدث لها شيء؟؟ "
قال توم بارتباك أكبر " إنها... إنها في غرفة العمليات "
شد دانيال قبضتيه على كتف توم وهو يقول بعصبية وخوف غير معتادتين " ماذا؟؟... غرفة العمليات؟؟... ما الذي جرى؟؟... ومنذ متى وأنا هنا؟؟ "
تدفق الكلام بسرعة من بين شفتي توم لما قال " لقد دفع شخص مجهول إليزابيث من الطابق الثالث من برج المدينة وقد أتاك انهيار عصبي من شدة الصدمة فنقلوك إلى هنا وقد أتانا اتصال من والدك... أما إليزابيث فهي بحالة حرجة جداً في غرفة العمليات وأنت هنا منذ ربع ساعة تقريباً "
ترك دانيال كتفي توم وأنزل رأسه ويداه ترتجفان بشدة... امتزجت كل المعاني... اختلطت كل الأقدار... خوف... قلق... صدمة.... صرخات بكاء مكبوتة.... كيف لا؟؟... كيف لا وحب حياته في خطر؟؟.... كيف لا وحب حياته تصارع الموت في غرفة باردة قاسية... وحيدة... لا حب بجوارها ولا حنان... ولا جسده يغمرها؟؟.... أخبروني كيف لا بالله عليكم؟؟....
وقف توم وأمسك بكتفي دانيال بشدة محاولاً عبثاً بث شيء من الثبات إليه فانتفض هذا الأخير ورفع رأسه فكانت عيناه مليئتان بالدموع... بدموع مكبوتة وجدت وقتها المناسب لتخرج.
قال توم بخوف وهو يشعر بالذنب لإخباره " دانيال "
قال دانيال بصوت مرتجف يتضح فيه الجهد المبذول لإبقاء نبرة صوته هادئة " خذني لها... أريد بأن أكون بجوارها "
توم " لا يسمح فهي بغرفة العمليات "
صرخ دانيال وقد بدأ يفقد صوابه لما قال " قلت خذني إلى غرفة العمليات... لا يهمنِ... سوف أبقى بالخارج "
أومأ توم برأسه وهو يقول " حسناً " بعدها ساعد دانيال الذي ما إن وقف حتى انتابه دوار شديد لكنه شد على نفسه وسار متجهاً للخارج... ولما فتح الباب.. وقبل أن يتقدم بخطوة واحدة أتت ممرضة وهي تقول " آه من لجيد بأنك استيقظت سيد كلون... الطبيب يريد رؤيتك بأسرع وقت "
أعاد دانيال الهدوء إلى نبرة صوته وهو يقول " خذيني إليه "
أومأت الممرضة برأسها وأمسكت بذراع دانيال لتسير به لكنه أوقفها وقال " فقط سيري أمامي "
استغربت الممرضة وسارت أمامه ليتبعها هو وتوم بهدوء إلى ان وصلا إلى أمام غرفة العمليات بالضبط حيث يقف الطبيب فركض دانيال نحوه وقال بقلق " ما الأمر دوكتور؟؟.... قلي ما الأخبار "
أخذ الطبيب نفساً عميقاً ثم قال " سيد كلون... يؤسفني القول بأن زوجتك وطفلها في حالة حرجة جداً... وللأسف لن نستطيع إنقاذ الاثنين معاً "
ارتجفت الدموع المنحشرة في عيني دانيال فقال بصوت مرتجف " أخبرني بالضبط ما الذي تقصده... هل حدث شيء خطير لأي منهما؟؟ "
هز الطبيب رأسه نفياً وهو يقول " كما قلت لك سيد كلون... واحد منهما لن ينجو... ونحن نطلب منك الاختيار بأسرع وقت.. الطفل... أم السيدة كلون "
هل... هل يطلبون مني الاختيار؟؟...هل يطلبون مني الاختيار بين زوجتي... حب حياتي... عمري كله.... المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تمس قلبي برقتها ونعومتها.... وابنتي... ابنتي التي حلمت فيها منذ وقت طويل.... ابنتي التي بت أحلم فيها حتى في يقظتي... أسمع صوتها في خيالي... أسمع أنفاسها... أحس بنعومتها....
كل تلك الأحلام أخذت تتلاشى في ذهن دانيال مع تلاشي الثواني... واحداً... واحداً... فانهمرت الدموع من عينيه من دون أي شعور منه.... إنها أول مرة يبكي فيها.... لقد علمته إليزابيث البكاء.... والآن ترحل بدون أي سبب... ترحل وتتركه.... تتركه واقفاً في ذلك السواد وحده... جسد بلا قلب.... ومن أين له بالقلب وهو ملك لها؟؟... من أين؟؟..........
قال الطبيب بقلة صبر " سيدي... أعلم بأن الأمر صعب لكن عليك الاختيار بسرعة فالوقت يداهمنا "
لم يكن الاختيار بالتحدي الصعب لدانيال فقال " إليزابيث.... أختار زوجتي "
أومأ الطبيب برأسه ثم قال " لكن هناك احتمال 75% ألا تنجب زوجتك مرة أخرى... كما أن هنالك مخاطرة كبيرة "
قال دانيال بسرعة " لا يهم " من يريد الأطفال وليس لديه من يربيهم معه... كانت تلك تكملة الجملة التي قالها دانيال لكن غصة في حلقه منعته فهوى على الأرض ووضع كفيه عليها طالباً منها الدعم ودموعه كانت تسقط عليها بغزارة كما لم يحدث من قبل... سمع صوت إليزابيث يهمس في أذنيه فالتفت ولم يجد إلا السواد... فصرخ قلبه ألماً من المعاناة وما في القلب إلا على اللسان فصرخ بصوت مرتجف باكي مكسور " إليزابيث.... إليزابيث.. إليزابيث " وأكمل في همس مبحوح " إليزابيث.. إليزابيث… إليزابيث... "
حضر السيد إدموند وسمع كلام الطبيب فنزلت دمعة حارقة على وجنته وراحت شفتاه ترتجفان حزناً... كيف لا؟؟... كيف لا وهي كل ما يهم ابنه؟؟.... كيف لا وهي ابنته؟؟..... وكيف لا وهي من أعادت البسمة لشفاهه وشفاه ابنه؟؟.... كيف لا؟؟؟؟؟.............
عض السيد إدموند على شفتيه بقوة محاولاً استعادة هدوءه واتجه لدانيال ثم نزل لمستواه ليضع كفيه على كتفيه لعله يمنحه بعض الثبات وقال له بصوت لم تخفى فيه الرجفة والحزن " بني دانيال.... هون عليك... اصبر.... إنه مجرد اختبار وابتلاء من الله.... اصبر وسوف تفرج إنشاء الله.... فقط اصبر فالله مع الصابرين "
أمسك دانيال بكفي والده والتفت له بعينين ملأتهما الدموع التي تسيل بلا توقف على وجنتيه وقال بفزع وعدم تصديق " أبي إليزابيث " وغصة أخرى في حلقه منعته حتى من أخذ نفسه.
ربت السيد إدموند على كتفي دانيال وضمه وهو يقول " أعلم... أعلم بني... أعلم.... لا داعي بأن تشرح لي فأنا والدك... أنا والدك... وأنا معك.... أعدك بأنني لن أتركك كما فعلت من قبل... أنا معك " قالها والدموع تتساقط من عينيه... وبعد فترة ابتعد ليرى منظراً لم يتخيل أنه سوف يراه يوماً.... رأى ابنه دانيال يجلس ثانياً قدميه محدقاً في الفراغ الذي يملأ عينيه فمنعهما من التلألؤ كالسابق.... وظل.... وظل.... وظل على تلك الوضعية لوقت لا أحد يعلمه بينما الأفكار السوداء تنهش في عقله وروحه... وتغرس أنيابها مغتصبة فيه.
وفجأة نهض ببطء ليتجه بشكل محطم كلياً جهة الجدار... فاستدار ليسند ظهره عليه وينزلق ليجلس على الأرض بينما هو ثانٍ ركبتيه لتصلان لمستوى صدره وأخفض رأسه ليغطي شعره الناعم عينيه اللازورديتين اللتان راحتا تذرفان الدموع بلا إحساس.... وبين همساته المحطمة عنوانها إليزابيث همس " إليزابيث... إليزابيث.... إليزابيث ابقي معي أرجوك.... إليزابيث لا تتركيني وحدي أنا أتوسل إليك.... إليزابيث "
مر قطار الزمن ليرجع بذاكرة دانيال إلى ذلك اليوم الجميل حيث تلألأ قمر حبهما وسط السماء الصافية... لم يكن يراه بالطبع... لكنه كان يحس بجماله... يحس روعته... فهو كان كجميلته الجالسة على السرير بشكل مستقيم ومغمضة عينيها البريئتين وواضعة يدها الرقيقة على بطنها بينما تفكر.... فجاء هو وطبع قبلة على عينها اليمنى وجلس بجوارها ليقول بفرح " ما الذي تفكر به حلوتي؟؟ "
ابتسمت إليزابيث بنعومة لتقول " كنت أفكر... إن جاءنا صبي فماذا سنسميه؟؟ "
ابتسم دانيال وقال " ليس لدي أدنى فكرة... ماذا عنك؟؟ "
صمتت إليزابيث لبرهة وقالت " كنت أفكر في اسم جاسبر... ما رأيك؟؟ "
هز دانيال رأسه ببعض الاقتناع وقال " تقليدي لكن جميل "
ابتسمت إليزابيث في خجل وقالت " أتمنى بأن يشبه والده بكل شيء "
داعب دانيال انف إليزابيث وهو يقول " ألا تريدين بأن يشبهك في شيء؟؟ "
ضمت إليزابيث دانيال بقوة وقالت " لا أدري.. لكني أريده بأن يأخذ شجاعتك وثباتك وهدوءك... جرأتك ولطفك"
لف دانيال ذراعه حول إليزابيث وقال " وماذا عن الشكل؟؟ "
إليزابيث " أممممم لا أدري... لا أريده بأن يكون بوسامتك كي لا يضايقنه الفتيات "
ضحك دانيال ثم قال وابتسامة في صوته " أو كي لا يضايقن حبيبته "
ضحكت إليزابيث وقد علمت بأنه يقصدها ثم قالت " نقطة مهمة "
عاد دانيال للواقع المرير وهو يهمس بألم " إليزابيث.... إليزابيث "
عاد قطار الذاكرة به مرة أخرى لذلك اليوم الجميل الآخر لما خرج هو وإليزابيث من غرفة الطبيب فقالت إليزابيث بفرحة " والآن بعد أن كشفت التحاليل عن جنس الطفل فماذا ستسميها؟؟ "
فكر دانيال لثوانٍ ثم قال " ما رأيك بإيزابيلا؟؟... حتى يكون اسمها مشابهاً لأسم والدتها؟؟ "
ابتسمت إليزابيث ثم قالت " أحب اسم إيزابيلا كثيراً "
حوط دانيال إليزابيث بذراعه وهو يقول " وأنا كذلك "
عاد دانيال للحاضر مرة أخرى وهو يحرك رأسه يميناً وشمالاً ويصدر أنة ألم ووجه ويهمس مرة أخرى " إليزابيث.... إيزابيلا " بعدها وضع كفيه على رأسه وخلل أصابعه بين خصلاته الناعمة ليشد قبضته عليها ويخفي وجهه بين ساقيه وهو يئن بصوت مسموع ويصرخ كذلك بصوت مرتجف ودموعه لم تجف من ساعتها ويقول في نفسه ( لم؟؟... لم كل تلك اللحظات الجميلة مضت بسرعة؟؟.... لم؟؟.... ضللت أعاني مدة طويلة.... والدي... جوش.. ولم أهنأ بحياتي إلا سنة واحدة... ظننت بأن هذه السعادة سوف تكون أبدية.... لكن.... لكن آه... ها أنا أرجع للتعاسة والحزن... أرجع إلى الألم والمعاناة.... بالله عليكم أنا لا أبالي بنفسي.... افعلوا بجسدي ما تشاءون... لكن دعوني أعيش مع إليزابيث.... أو حتى أطمئن أنها بخير.... دعوني أموت بدلاً منها... دعوني أفتديها.... أرجوك يا إلهي ساعدني ) وراحت الذاكرة تلعب به كدمية صغيرة... فتارة تريه أفضل لحظات عمره... وتارة أخرى تريه أقسى اللحظات... لكن في الواقع المؤلم.... لم تحل على دانيال مصيبة أكبر من هذه من قبل.... أو حتى تساويها.... ولم يلاقي هذا المسكين عذاباً يضاهي هذا العذاب...
مر الوقت.... ثانية... تتبعها ثانية.... دقيقة.... تتبعها دقيقة... وساعة تتبعها ساعة.... وكل هذا كان يعادل قروناً بالنسبة لدانيال........
مرت خمس ساعات......
كانت صديقات إليزابيث حاضرات وكذلك جاك ومارك وأنيتا.... وكل منهم... رغم تنوع شخصياتهم وتعدد مواهبهم... ورغم جرأتهم وشجاعتهم.... إلا أنه لم يتجرأ أي أحد منهم أن يخطو خطوة تجاه دانيال وهو في تلك الحالة المزرية.
قالت كات بقلق واضح " مضت خمس ساعات ولا أخبار "
همست ديانا لها بنبرة معاتبة " أخفضي صوتك.. دانيال لا تنقصه إلا وسوستك "
كات " آسفة "
فجأة.....
وبدون سابق إنذار.....
نهض دانيال ليتجه بخطوات متثاقلة لباب غرفة العمليات وسط النظرات الحائرة على أوجه الجميع.. ولما جمع ما تبقى من جسده من قوة كور قبضته وضرب بها باب غرفة العمليات بكل ما أوتي من قوة ثم قال بعصبية وبفقدان سيطرة " اللعنة عليكم.... أخرجوها... ما الذي تفعلونه بها... لا تؤذوها.... إليزابيث... إليزابيث... إليزابيث " بعدها أخذ يضربه ويضربه حتى سالت الدماء من يده فلما وجد يديه بلا فائدة أخذ يركل بكل قوة وكل هذا ولم يجرؤ أحد منهم على تكليمه أو حتى إيقافه ولما خارت قواه انزلق على الباب ليجلس بانكسار ورأسه مسند على الباب وهو يهمس " إليزابيث.... إليزابيث... إليزابيث "
قالت أنيتا هامسة في أذن مارك " لم أر دانيال هكذا في حياتي... إنه محطم كلياً "
مارك " لا ألومه... إنه يخسر طفلته وزوجته بين الحياة والموت.... لو كنت مكانه لفعلت المثل أو ربما أكثر... كما أن حب دانيال لإليزابيث لا يضاهى بأي حب آخر.... لم أر حباً هكذا في حياتي "
صمتت أنيتا لثوانٍ ثم قالت " لقد كان دانيال ثابتاً وهادئاً حتى في أصعب المواقف.... لازلت تذكر أول يوم لي في المسكن حيث عرفوني على من سأرعاهم... كان دانيال أولهم... حكوا لي قصته عندما جاء به السيد إدموند إلى المسكن... لقد كان هادئاً جداً وثابتاً رغم صغر سنه... لم تنزل من عينيه دمعة واحدة... لقد كان قدوتي دائماً في القوة وحسن التصرف لكنه الآن.... حتى أنني لا أجد الكلمات المناسبة لوصفه "
أخذ مارك نفساً عميقاً وقال " مسكين....ليتنا نستطيع مساعدته "
أنيتا " لن يساعده الآن سوى الله ثم ملاقاة إليزابيث "
مرت نصف ساعة......
وأخيراً......
انشطر باب الظلمة لنصفين وتنافر كل منهما عن الآخر ليخرج ذلك الطبيب بوجهه المتعرق فانتفض دانيال ووقف بسرعة هائلة وهو يقول موجهاً كلامه للطبيب " ما الأخبار دكتور؟؟.. هل نجحت العملية؟؟ "
صمت الطبيب لثوانٍ ثم قال " لقد نجحت العملية بفضل الله "
وضع دانيال كفيه على وجهه واستدار ثم قال بفرح لا يوصف " نعم... حمداً لله "
قاطع الطبيب فرحة دانيال بقوله " هنالك بعض الشروخ في عظامها لكنها لن تضر كثيراً.... لا نعلم حتى الآن أيه أضرار حدثت في عقلها فقد... "
التفت دانيال وقال بريبة " ماذا؟؟ "
فتح الطبيب فمه ليقول " لقد.. " لكن الكلمات أبت الخروج من جديد فأمسك دانيال بياقة الطبيب بخشونة وعصبية وصرخ " ماذا؟؟ "
أمسك الطبيب بكفي دانيال ثم قال بسرعة " اهدأ سيدي... لقد.... لقد دخلت زوجتك في غيبوبة.... ولا ندري بالتحديد... إن كانت ستصحو منها اليوم... أو غداً.... أو ربما سنة أو سنتين أو..... ستبقى فيها للأبد "
ترك دانيال ياقة الطبيب ويداه ترتجفان.... بل جسده بكامله كان يرتجف.... استدار للجميع وعيناه مفتوحتان على مصراعيهما.... بينما تحملان كل معاني الصدمة... الفزع... الخوف.... عدم التصديق.... سمع صيحات بكاء صديقاتها فحرك لسانه بصعوبة ليهمس" لا " بعدها سقط على الأرض وقال بنبرة أكثر علواً " لا ".
اقترب السيد إدموند منه فالتفت إليه دانيال وعيناه تتطلعان لمستقبل أسود معتم بعتمة الليل البارد تغطيه ظلال الحزن ودياجير المعاناة... بينما تجول فيه وحوش الوحدة الشرسة.... تنهش به... تنشب فيه أنيابها الحادة.... تقتله... فقال بصوت خافت " لا أبي.... إليزابيث مازالت معي... إليزابيث لم تدخل في غيبوبة.... إليزابيث لم تتخل عني... إليزابيث لم تتركني "
قال توم بنبرة خافتة " دانيال لقد... "
قاطعه دانيال بصراخ " لا.... هل تسمعون؟؟... لا " بعدها أخذ يضرب على الأرض بقوة وهو يصرخ " لا لا لا لا لا.... إليزابيث.... إليزابيث لا تفعلي بي هذا أرجوك... إليزابيث أنا أتوسل إليك لا تتركيني... لا.... إليزابيث "
ضم السيد إدموند ولده بقوة إلى صدره وهو يهمس " هون عليك... هون عليك دانيال "
صرخ دانيال منادياًَ باسم إليزابيث بكل ألم وحزن... وماله إلا أن فقد وعيه مرة أخرى وجسده يتعرق بشده وعيناه مبللتان بدموعه الحارقة... وقلبه ملتاع بألم وحيرة مشبوبتين.... إليزابيث.............





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
سبتمبر
.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
أكتوبر
.
.
..
.
.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
نوفمبر
.
.
..
.
.
.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
ديسمبر
.
.
..
.
.
.
.
.
.

.
.
.
.
.
.


ما رأته أعينكم صحيح..... مرت أربعة أشهر كاملة..... صحيح بأنكم تخطيتموها بثوانٍ معدودات.... لكنها.... لكنها كانت كالقرون بالنسبة لدانيال..... بل أكثر من هذا بكثير.... ماتت طفلته.... وزوجته لم تحرك ساكناً منذ أشهر.... آه لو تعلمون لكم ملت الدموع من النزول.... وتعبت الآلام من تعذيبه.... لم تبق التعاسة فيه شيئاً لتنهبه.... لقد كان أشبه بالميت.... بل الميت حاله أفضل بكثير... أتعرفون ذلك الشعور؟؟.... عندما تحس بأن وجودك في هذا العالم ليس له داعٍ.... عندما ترغب بالموت بأسرع وقت لكنه.... لكنه لا يأتيك أبدا.... هذا كان شعور دانيال في تلك الفترة.... آه لو ترون حاله لتبكون من الأسى والحزن.... بالكاد يضع لقمة واحدة في فمه... لا يفارق المستشفى إلا ساعة واحدة ليستحم فيها ويستبدل ملابسه ثم يعود وفؤاده يرتعي شوقاً لها.... شوقاً لكفها الصغير حين يحتضنه بيده الكبيرة... شوقاً ليحادثها لكن مع الأسف.... نفذت الأحاديث... ليبقى في النهاية بكاءه الصامت.... وأنينه الخافت..... وجهه صار شاحباً كشحوب الأموات.... والسواد تحت عينيه يزيد في كل لحظة.... شعره طال كثيراً حتى بات يصل لنهاية رقبته.... حتى لحيته نمت وصارت واضحة.... من يراه يغلب على ظنه بأنه مشرد آسف على حاله... لكنه.... لكنه مع الأسف الشديد كان أكثر من ذلك بكثير.... لقد كان محطم الفؤاد... محطم المشاعر.... شبحاً بجسد إنسان... جسداً بلا روح أو ضلال.... يعاني الوحدة والقسوة كما يعاني الشتاء.... عيناه فارغتان تماماً كأمطار بلا ماء.... جسده هزيل كثيراً كزهرة بلا حياة.... روحه تصرخ بصمت كرياح بلا هواء..... بدأ القنوط يتسلل إلى أعماق قلبه كما تتسلل ظلمات الليل خلسة لتغطي ضوء الشمس الساطع.... لا تظنوا أنه كان يحاول الصمود يوماً أو يومين.... بل كان يكافح لأجل البقاء لساعة أو ساعتين... كانت مسألة وقت فقط حتى يستلم لدياجير اليأس.... مسألة وقت فقط......
لقد وجدوا تلك الفتاة التي دفعت إليزابيث ولما استجوبوها عرفوا بأن جوش وراء كل ذلك لكن دانيال لم يكن في حاله تسمح له بمعاقبته.... كل ما كان يهمه إليزابيث... كل ما كان يهمه هو حبيبته الغالية.
وضع دانيال رأسه بالقرب من جسد إليزابيث الممدد على ذلك الفراش الأبيض اللعين وهو ممسك بكفها البارد المملوء بأجهزة التغذية... والصوت الوحيد المسيطر هو صوت جهاز ضربات القلب.... إلى أن.... إلى أن سمع أنيناً خافتاً ما كان لغيره بأن يسمعه فرفع رأسه بسرعة ليقول بلهفة واضحة " إليزابيث "
لكن.... لا شيء.... لكم مر وقت طويل جداً على ذكر اسمها.... كان يشعر بثغرة كبيرة في صدره وقد كانت تحرقه وتؤلمه كلما ذكر اسمها أو ذكر شيئاً يخصها.... حتى الاسم صار يؤلم.... حتى الاسم..... لهذا كان يتجنب ذكره دائماً حتى لا يزيد ألمه.
أخفض دانيال رأسه وأسند ظهره على الكرسي ليضم ساقيه إلى صدره محاولاً منع نفسه من الانكسار.... ألهذه الدرجة؟؟..... ألهذه الدرجة أصبحت مهشماً سريع التفتت والانكسار يا دانيال... ألهذه الدرجة؟؟
دخل شخص إلى الغرفة وهو يقول " مرحباًً دانيال " وقد كانت ديانا فهي تتفقد حال إليزابيث ودانيال كل ثلاثة أيام أو أسبوع تقريباً وتحاول التخفيف عنه.
أشاح دانيال بوجهه بعيداً ولم يرد فنظرت إليه ديانا بإشفاق وهي تراه بذلك الضعف يضم نفسه حتى يبقى متماسكاً... اقتربت منه لتمسح على ظهره محاولاً التخفيف عنه... صحيح بأنه جرحها يوماً وأهان كرامتها لكنه لا يزال إنساناً.... لديه مشاعر وأحاسيس... قالت بصوت خافت " هيا دانيال... لقد طلبت لنا الغداء في الطابق السفلي "
رد عليها دانيال بصوت خافت " أشكرك لكنني لا أشعر بالجوع "
ضغطت ديانا على كتف دانيال بكفها محاولاً بث شيء من الصبر إليه وقالت " أنت لم تأكل شيئاً دانيال.... هيا معي "
لم يرغب دانيال مجادلة أحد فنهض باستسلام وتوجه معها للأسفل بصمت ليجلسوا في مطعم راق وهناك وضع طبق من الدجاج أمامه لو شام رائحته جائع لسال لعابه لكنه لم يفكر حتى لمسه.
بدأت ديانا بالأكل وهي تقول بصوت خافت " دانيال... لقد... لقد مرت أربعة أشهر على ذلك اليوم المشئوم "
رفع دانيال رأسه وقال بهدوء " وماذا في الأمر؟؟ "
أجابته ديانا بصوت مرتبك " ألا.... ألا تظن بأن الوقت قد حان لتمضي قدماً؟؟... أعني... تحاول نسيان الماضي... وتبدأ حياة جديدة "
أنزل دانيال رأسه وأخذ نفساً عميقاً مقهوراً ثم قال بنبرة خافتة " بهذه السهولة؟؟.... بهذه السهولة يئس الجميع؟؟... بهذه السهولة نسيتموها؟؟.... ديانا.... كنت أظنك الإنسانة الوحيدة التي ستصبر معي... إن إليزابيث لم ترحل... لم ترحل بعد....... ولطالما قلبها ينبض... فقلبي سينبض بالأمل للقاها.... ولن ينساها "
صمتت ديانا للحظات ثم قالت " لكن.... لقد طالت المدة.... وقد تدوم للأبد... لن يستطيع أحد منا الصمود للنهاية... عليك النسيان... عليك المضي "
رد عليها دانيال بصوت مرتجف " أنسى؟؟.... هل أنسى الفتاة التي أخرجتني من عزلتي؟؟.... هل أنسى الفتاة التي أنارت عالمي؟؟.... أنسى كياني؟؟.... أنسى نفسي؟؟.... هل تريدين مني بأن أترك قلبي؟؟.... تأكدي ديانا بأن قلبي الآن ليس معي... ليس في جسدي فقد تركته معها في الأعلى... ليبقيها دافئة.. وآمنة... وليشاركها الأمل الذي فيه... حتى لو كان قليلاً.... صدقيني ديانا.... لن أستطيع "
لم تستطع ديانا الرد على ذلك الكلام المؤثر فأخفضت رأسها وقالت بصوت خافت " آسفة " بعدها أكلمت طعامها.
أخذ دانيال يقلب ملعقته لدقائق لكنه شعر بشعور غريب جداً فقال وهو ينهض " شكراً على الطعام... أنا عائد "
أوقفته ديانا بقولها " إلى أين؟؟ "
دانيال " إلى الأعلى "
ديانا " لكنك لم تأكل شيئاً "
اكتفى دانيال بهز رأسه نفياً ثم سار مبتعداً ليدخل المصعد ويتحسس الأرقام التي كانت بارزة بعض الشيء إلى أن وجد الرقم (6) فضغطه وصعد وما إن فتح الباب حتى توجه بخطوات سريعة إلى الغرفة التي رقمها (630) فدخل وقد كان صوت دقات القلب مسيطراًُ على المكان كالعادة فتوجه للكرسي الذي بجوار سرير إليزابيث ليجلس عليه ويمسك بكفها البارد ويقول بنبرته الدافئة " لقد اشتقت إليك... ما إن أبتعد عنك ثوانٍ.... أشتاق إليك.... حتى وأنا بجوارك أشتاق إليك... متى تعودين حبي؟؟.... أنا أنتظرك... لا تستسلمي "


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



في وسط محيط مظلم..... تسبح وحدها...... تحس بالماء يكاد يخنقها...... والأمواج قوية جداً.... تحاول السباحة والتقدم لكن الأمواج العاتية تردها... كلما أرادت الاستسلام... يأتي صوت دافئ يقول بحنان " قاومي.... لا تستسلمي.... أنا معك "
كانت تسأله بلهفة " من أنت؟؟ " لكن.... ما من مجيب.
فجأة.....
شيء ما سحبها إلى الأعماق السحيقة..... كانت تريد الهواء ليشبع طمع رئتيها... تريد التنفس.... كادت تسبح للأعلى لكنها رأت شيئاً... نوراًً ذهبياً قوياً يتوهج بالأسفل.... حاولت الغوص للأسفل ولكن تيارات الماء تردعها... أرادت الاستسلام من جديد لكن ذلك الصوت العميق الدافئ همس في أذنيها " تابعي.... كدت تصلين.... أنا أنتظرك في الجانب الآخر " لهذا تابعت الغوص حتى اقتربت كثيراً من الضوء فمدت ذراعيها لتلامسه ليشتد بقوة كبيرة حتى أعمى بصرها فبدأ الهواء يتدفق إلى رئتيها بسرعة وفتحت عينيها لتستيقظ على شهقة قوية وأخذت تتنفس بصعوبة وتسعل بشدة.
انتفض دانيال الجالس بجوارها فصرخ قائلاً بلهفة وهو يتنقل للسرير " إليزابيث؟؟.... إليزابيث هل استيقظتِ؟؟ " ثم وضع كفيه على وجها وهو غير مصدق لما يحسه ويسمعه.
وضعت إليزابيث كفيها على وجه دانيال وأنفاسها غير منتظمة وعلى وجهها علامات الشك وهي تفكر في هذا الصوت فهو نفسه الذي ساعدها على الخروج من مأزقها وبث فيها الأمل لكنها... لكنها قالت بصوت مستغرب " لا أرى شيئاً " بعدها انتبهت لصوتها المبحوح فقالت " مـ... ماء "
التقط دانيال قارورة الماء من على الطاولة ووضع طرفهاا على فمها لتلتقطه هي بشفتيها وتشربه بكل ظمأ ولهفة حتى بلل ملابسها... وبعد أن رطبت حلقها أبعدت القارورة وصمتت لتستوعب ما يحدث لها فقال دانيال بفرح" لا... لا أصدق بأنك استيقظت... أنا... أنا لا أدري ماذا أقول " ولم يستطع إخفاء اللهفة والسعادة في صوته وكان يتكلم بسرعة ودموع لم يعرف سببها كانت تتساقط من عينيه الزرقاوات... حتى جسده كان يرتعش فضمها بقوة ليهدئ من روعه وهمس بصوته الدافئ " اشتقت إليك "
وضعت إليزابيث كفيها على صدر دانيال ثم دفعته بقوة وتراجعت للخلف حتى لامس ظهرها تاج السرير بعدها قالت بخوف وشك " مـ.... من أنت؟؟... ما الذي تريده مني؟؟.... وأين أنا؟؟ "
عاود دانيال الاقتراب من إليزابيث ووضع كفه على وجهها وهو يقول " ما بك حبيبتي؟؟... هذا أنا... دانيال "
كف إليزابيث كف دانيال لتبعده وقالت بنبرة عالية " دانيال من؟؟.... أنا لا أعرفك... ابتعد عني... ولم تدعوني بحبيبتي؟؟.... أنا أحب جوش... أين هو؟؟... ولم أنا لا أرى شيئاً؟؟ "
اغتاظ وجه دانيال وقال بصوت خافت لا يخفى فيه الشك والاستغراب " جـ.... جوش؟؟.... إليزابيث؟؟.... ما بك؟؟.... جوش بالسجن منذ أكثر من عام... لقد خرج من حياتك كلياً.... كما.... كما أنك لا ترين أصلاً... إليزابيث ما بك؟؟ "
ابتعدت إليزابيث أكثر إلى أن لامس جيدها طرف السرير وهي ترتجف.... لم يكن هذا العالم نفسه الذي تعرفه.... لم يكن نفسه الذي تركته ونامت... لم يكن كل شيء على طبيعته... لا... لم يكن أي شيء على طبيعته.... كل شيء كان مختلف كلياً... لم هي لا ترى؟؟.... من هذا الشاب؟؟.... ما الذي يقصده بجوش في السجن؟؟.... أين هي؟؟... ما الذي يجري؟؟.......
حاول دانيال التقدم أكثر وتفاجأت إليزابيث بأنها أحست بحركته فكما تعلمون بعد سنة كاملة من بقائها مكفوفة أصبح الإحساس عندها قوياً لهذا صرخت وهي تقول " لا تقترب "
تراجع دانيال للخلف بيدين مرتعشتين.... وعينين مستغربتين... لم تكن هذه الفتاة نفسها التي عرفها... لم تكن هي التي عشقها.... الصوت نفسه.... الملمس نفسه.... لكن القلب.... تغير.... ما الذي يجري؟؟........
دخلت ديانا للغرفة وهي تقول بعدم تصديق " إليزابيث؟؟... لقد سمعت صوتك؟؟ " بعدها صمتت للحظات وهي تنظر إلى صديقتها الغالية تتحرك من جديد فصرخت وركضت نحوها بكل لهفة لتضمها بشوق وتقول بسعادة بالغة " إليزابيث.... آه إليزابيث لا أصدق بأنك استيقظتِ من جديد... آه كم اشتقت إليك... لقد كدنا نقتل بسببك... خاصةً دانيال "
حركت إليزابيث ذراعيها بصعوبة لتلفهما حول ديانا وهي تقول باستغراب " مـ... ما الذي يجري؟؟... أين أنا ديانا؟؟... لم لا أرى شيئاً؟؟.... أرجوك أجيبيني قبل أن أفقد صوابي "
ابتعدت ديانا عن إليزابيث وهي تتطلع إلى عينيها بحيرة واستغراب ثم حولت نظرها لدانيال الذي كان متجمداً كقطعة من الجليد بينما دموعه تتساقط بغزارة كأنما هو يذوب من الألم.... بعدها حولت نظرها مرة أخرى لإليزابيث وهي تقول بشك " آلي.... أنت بالمستشفى... وقد كنت بغيبوبة منذ أكثر من أربعة أشهر... وأنت... وأنت لا تريدين منذ أكثر من سنة ونصف... ما بك إليزابيث؟؟ "
صمتت إليزابيث لثوانٍ وهي تعيد كلمات ديانا في ذهنها مراراً وتكراراً لتتحرك شفتيها بالنهاية وتنطقان بكل ما في العالم من حيرة " لا أرى؟؟.... غيبوبة؟؟ " بعدها ضربت السرير بكفيها بقوة وهي تصرخ " ما الذي تقولينه ديانا؟؟.... عن أي غيبوبة تتحدثين؟؟... وعن أي سنة ونصف تتكلمين؟؟... ديانا ما هذا الهراء بالله عليك؟؟... لقد كنت قبل قليل مع جوش في السيارة والآن تقولين لي غيبوبة "
التفتت ديانا إلى دانيال الذي لا يزال على وضع التجمد وقالت برجاء " دانيال... ساعدني "
هز دانيال رأسه نفياً وفي عينيه فراغ كبير وقال بنبرة خافتة " لا فائدة... إنـ.... إنها لا تتذكرني... لقد.... لقد نسيتني.... نسيت كل شيء عني... حتى اسمي "
تساقطت الدموع من عيني إليزابيث وقالت بصوت مكسور " ما الذي يجري لي؟؟ " بعدها صرخت بصوت عالٍ " ما الذي يجري لي بحق السماء؟؟... أخبروني... أخبروني بهذا الآن... أين هو عالمي الذي اعتدت العيش فيه؟؟.... أين أنا؟؟..... في أي مستنقع رميتموني؟؟.... من هذا الشاب؟؟.... من هو دانيال؟؟... لم يدعوني حبيبته؟؟.... ما الذي يجري؟؟ "
لم تدر ديانا كيف تتصرف معها فقفزت بسرعة لتضغط بسرعة على زر استدعاء الممرضات وضغطته عدة مرات ثم ضمت إليزابيث التي باتت تضرب كل ما حولها وتصرخ بصوت مبحوح مفزوع.
حضرت ممرضة إلى الغرفة بسرعة ولما رأت إليزابيث بتلك الحالة المزرية استدعت باقي الممرضات ليقمن بإمساكها بكل قوتهن بينما إحداهن غرست حقنة مهدئة بذراعها وسرعان ما هدأت وسقطت بكل ما في العالم من تعب فقامت ديانا بتغطيتها ثم تركتها وخرجت.
خرج دانيال من الغرفة بخطوات متثاقلة ثم أغلق الباب خلفه واستند على الجدار المقابل للغرفة.
بدأت ديانا بإجراء الاتصالات على الجميع ليأتوا لكنها لم تذكر لهم شيئاً عن فقدان إليزابيث لذاكرتها.
انزلق جسد دانيال ليجلس بكل أسى وحزن وهو واضع يداه على رأسه وكأن هموم العالم تجمعت عليه..... فبكى... وبكى.... لقد تعب بحق... أرهق جسده... أرهقت روحه.... سكر بأحزانه.... أدمن على آلامه... صحيح بأن زوجته استيقظت... لكنه يتمنى الآن بأنها لم تستيقظ.... يتمنى لو بقيت في تلك الغيبوبة.... على الأقل ستكون آخر ذكرى لها في ذهنه ضحكتها وسعادتها... وحبها له..... الآن... بدأ التحدي الكبير.... بدأ الصعود إلى الأسفل.... كل ما عاناه سابقاً... كل ما جربه.... يعد قطرة في محيط بالنسبة لما سيواجهه الآن... من دموع... ومعاناة... قد تكسر إليزابيث قلبه مرة... أو مرتين... أو ربما عشر.. لكن... هل سيتراجع؟؟... هل سيفقد الآمل؟؟... من يدري؟؟...........
حضرت في البداية أليكس بعدها كات وجاك ثم مارك وأنيتا وتوم والسيد إدموند ولما رأوا حالة دانيال استغربوا أشد الاستغراب فكيف له بأن يبقى على حاله حتى مع استيقاظها؟؟...
حكت ديانا ما جرى لهم بعدها جاء الطبيب ليقف أمامهم فقال السيد إدموند بلهفة " ما الأخبار دكتور؟؟ "
صمت الطبيب لثوانٍ ثم قال " أين هو زوجها؟؟ "
تنحى الجميع جانباً ليرى الطبيب دانيال جالس على الأرض بكل حزن فاقترب منه وقال " سيد كلون... أريد بأن أسألك بعض الأسئلة في مكتبي... تفضل أرجوك "
رفع دانيال رأسه ثم وقف ومن دون أي حرف واحد اتجه الطبيب إلى مكتبه وهناك....
جلس الطبيب خلف مكتبه وقال " تفضل سيدي "
جلس دانيال على الكرسي بهدوء وهو مخفض رأسه ليسمع الطبيب يقول " كما قيل لي... فإن السيدة كلون لا تتذكر شيئاً عنك... أليس هذا صحيحاً؟؟ "
أومأ دانيال برأسه ليقول الطبيب " لكنها تتذكر صديقتها الآنسة ديانا جيداً؟ "
أومأ دانيال برأسه من جديد فقال الطبيب " هل لي بأن أعرف منذ متى وأنت تعرف السيدة كلون؟؟ "
صمت دانيال لبرهة وقال " من أكثر من سنة ونصف "
الطبيب " لقد عرفت من مصادر أخرى بأن هذه ليست المرة الأولى التي تدخل فيها زوجتك بغيبوبة... لقد قيل لي بأنها دخلت في واحدة ليلة فقدانها لبصرها "
صمت دانيال لبرهة أخرى ثم قال " شيء من هذا القبيل فلم أكن أعرفها حينها "
صمت الطبيب لدقيقتين تقريباً ثم قال " لقد تأكدت شكوكنا "
رفع دانيال رأسه وقال " أي شكوك؟؟ "
الطبيب " إن زوجتك لا تتذكر إلا ما حدث قبل دخولها في الغيبوبة الأولى.... أي لا تتذكرك ولا تتذكر شيئاً عن كونها عمياء أو كونها دخلت المسكن وتعرفت على أناس جدد... إنها تتذكر فقط ما حدث معها ليلة الحادث كما لو أنه حدث بالأمس "
وضع دانيال ذراعه على الطاولة وأسند رأسه على كفه لتغطي خصلات شعره عينيه اللتان أغمضهما بشدة رغبة في حبس الدموع لكن ما كان ذاك إلا عبثاً فهاهي تحرق خديه بسيولها المتدفقة الساخنة... تذكر دانيال صراخ إليزابيث فوضع كفه الآخر على صدره محاولاً سد تلك الثغرة الكبيرة في وسط صدره... والتي تزداد سوءاً واتساعاً مع الوقت بعدها همس بصوت خافت معذب " إليزابيث... إليزابيث إليزابيث.... لم أتوقع بأن يؤلمني اسمك إلى هذا الحد.... لم أتوقع بأن يدمرني صراخك الحاد بهذه القوة... آه إليزابيث... أنت تعذبينني لكنك لا تعلمين... إليزابيث "
لم يفهم الطبيب شيئاً من همس دانيال فقال " هون عليك سيدي "
نهض دانيال ليخرج خارج الغرفة ويمشي على غير هداً وكفه مسند على جدران المستشفى بينما يقول في نفسه ( لم على زهرة بيضاء بأن تتألم وتجرح أكثر من مرة؟؟.... لم عليها بأن تجابه الحقيقة المرة لمرتين؟؟... لم يحدث كل هذا لك حبيبتي؟؟... لم يحدث كل هذا لك إليزابيث؟؟.... لم لا يمكن لحبنا بأن يدوم للأبد؟؟.... لم عليه بأن يدمر؟؟.... لم؟؟ "


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



*هذا هو معنى الصعود للأسفل إن كنتم لم تفهموا معني العنوان
*ها قد راح دانيال...
*بدلاً من المضي قدماً
*بات يصعد للأسفل
*هل سينجح بالوصول لمبتغداه؟؟
*أم أنه سيخفق؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mamdoh.ahlamontada.net/index.htm
Admin
المديرة العامة
المديرة العامة
Admin


تاريخ التسجيل : 16/06/2010
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 2123
نقاط : 3381
الموقع : الطير الحر الاماراتي

المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 26, 2010 8:34 am

شكرا لك قصة ممتعة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://uaegroup.ahlamontada.net
أحلا عيون
مـراقبـة
أحلا عيون


تاريخ التسجيل : 01/07/2010
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 921
نقاط : 1147

المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 22, 2010 5:15 pm

حلـــــــــوة ومسلية مشكور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أسرار العيون
طير مبدع
طير مبدع
أسرار العيون


تاريخ التسجيل : 01/07/2010
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 332
نقاط : 368

المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟   المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 22, 2010 6:26 pm

تسلم على روعة طرحك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الطـــير الحـــــــــــــــر الإمــاراتي :: الأقسام الأدبية :: الـــقــصــــص-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» مجتمع ميرو يرحب بكم
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالخميس يوليو 23, 2015 8:51 am من طرف رُفَاتُ رُوح

» ممكن شوي من وقتكم
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالسبت مايو 31, 2014 9:26 am من طرف دلع

» درس عمل بنر متحرك
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالإثنين مارس 17, 2014 4:51 am من طرف فهد الحربي

» العراق// تظاهرات حاشدة تندد بفساد الحكومة والبرلمان تجوب شوارع محافظات العراق
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 07, 2012 6:32 pm من طرف القادم العراقي

» صور مجوهرات للتصميم
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 19, 2012 1:41 am من طرف almayali

» قلوب منقطة بنقاط سوداء
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 24, 2012 1:52 am من طرف نصور راك

» تعالو نحطم الرقم القياسي
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 24, 2012 1:35 am من طرف نصور راك

» اكلات حلبيه ع كيف كيفك
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 09, 2011 2:21 pm من طرف عيون المها

» ليكن قلبك كصدفة بحر
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 28, 2011 4:23 pm من طرف عيون المها

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_rcapالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_voting_barالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_lcap 
عيون المها
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_rcapالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_voting_barالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_lcap 
أحلا عيون
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_rcapالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_voting_barالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_lcap 
almayali
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_rcapالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_voting_barالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_lcap 
باندة الاسكندرية
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_rcapالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_voting_barالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_lcap 
GeeGee
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_rcapالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_voting_barالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_lcap 
ممدوح السروى
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_rcapالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_voting_barالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_lcap 
habeb_alroh
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_rcapالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_voting_barالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_lcap 
المسافر
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_rcapالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_voting_barالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_lcap 
أسرار العيون
المعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_rcapالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_voting_barالمعاناة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ I_vote_lcap 
https://uaegroup.ahlamontada.net  

 
جميع الحقوق محفوظة لـ{جميع المسلمين }
Powered by phpBB2 ®https://uaegroup.ahlamontada.net حقوق الطبع والنشر©2010 -
2009
</span>